البرمجة اللغوية العصبية
ما هي البرمجة اللغوية العصبية ؟
يكرر المفكرون والمصلحون الاجتماعيون ورجال التربية أنه ينبغي على الانسان أن يكون مثابرا ومجتهدا وصبورا .. ناجحا في عمله.. و منظما لوقته……. الى أخر اللائحة الطويلة من تعليمات تحقيق الذات في الحياة
إلا أن كيف يمكن للانسان أن يفعل كل ذاك . هنا يجيء دور البرمجة اللغوية العصبية
ما هي البرمجة اللغوية العصبية ؟
البرمجة اللغوية العصبية هو الاصطلاح في اللغة العربية المقابل للمصطلح الإنكليزيي
Neuro Linguistic Programming أو NLP
والترجمة الحرفية لتلك العبارة هي ( برمجة الأعصاب لغوياَ ) أو البرمجة اللغوية للجهاز العصبي . كلمة Neuro تعني عصبي أي مرتبط بالجهاز العصبي ، و Linguistic تعني لغوي أو مرتبط باللغة ، وProgramming تعني برمجة . أما الجهاز العصبي هو ما يسيطر على وظائف الجسد وأدائه وفعالياته ، كالسلوك ، والتفكير ، والشعور . واللغة هي أداة التداول مع الآخرين أما البرمجة فهي أسلوب وكيفية إستحداث صورة العالم الخارجي في عقل الإنسان ، أي إعادة برمجة عقل الإنسان باعتماد الايحاءات و التاكيدات اللغوية الايجابية الجديدة لتحويل الاعتقادات و القناعات السلبية الماضية
كيف تتم البرمجة اللغوية العصبية ؟
وقتما نشتري جهاز الكومبيوتر يكون كأي جهاز كومبيوتر حديث ، يتضمن على الأجزاء المعلوم إضافة إلى ذلك نمط التشغيل . إلا أن بعدما نستعمله لمدة من الزمان (سنه أو سنتين مثلا) سوف تكون في الجهاز برامج ومعلومات وأرقام ونصوص ورسوم وغير ذاك ، لا تتشبه عما في الجهاز أحدث . أيضاً الإنسان يولد صفحة بيضاء فالإنسان يكتسب من والديه( وعائلته ، ومدرسته ، ومجتمعه ) معتقداته ، وقيمه ، ومعاييره ، وسلوكه ، وأسلوب وكيفية تفكيره . كل هذا من خلال حواسه ، و عن طريق اللغة التي يسمعها منذ صغره ، ويقرأها حينما يتعلم القراءة . تذهب جميع تلك البيانات إلى دماغه وجهازه العصبي ، فيكون صورة عن فسه و عن العالم على يد ذاك . ولا يكون يملك الا هذا العالم الذي تشكل في عقله , بغض النظر عن حقيقة العالم الخارجي . وفي المقابل فانه اذا تحول ما في عقله , فان العالم بالنسبة له سيتغير , بغض النظر عما يحصل في العالم الخارجي . وهكذا فان الانسان اذا اعتقد أن بإمكانه أن يقوم بفعل ما , أو اعتقد بأنه لا يمكن له إن يؤديه , فان ما يعتقده صحيح في الحالتين
مادا يعني ذلك ؟ إن ذاك يعني أن الإنسان يمكنه تحويل واقعه او العالم من خلال تبديل ما في فكره !! إلا أن كيف يمكن له تبديل ما في فكره ؟ ذلك ما تجيب عنه البرمجة اللغوية العصبية . وربما وضح السبب في تسميتها بذاك الاسم ، لأن البرمجة تحتوي عملية التشييد ، و التخطيط ، والتطوير ، ولإنشاء ، والإصلاح . فالبرمجة اللغوية العصبية تتناول إعداد السلوك ، والتفكير ، والشعور . وأيضا تخطيط الأهداف ، للشخص أو العائلة أو المنشأة التجارية ، وتصميم الطريق الموصل إلى تلك الأهداف .
ميادين تأدية البرمجة اللغوية العصبية ؟
تأكل البرمجة اللغوية العصبية مجموعة من الأمور يمكن تلخيصها وفي السطور التالية
محتوى الوعي عند الإنسان وحدود المدركات : المكان ، الزمان ، والأشياء ، والواقع ( مثلما نفهمه ) . الغايات والأهداف المستقرة في أعماق النفس . الإتصال والتفاهم مع الآخرين . انسجام الإنسان مع ذاته ومع الآخرين . كيف يمكن إدراك معنى ( الزمان )
الوضعية الذهنية : كيف نرصدها ونتعرف عليها ، وكيف نغيرها . دور الحواس في تشكيل الموقف الذهنية .أنواع التفكير ودورها في إجراءات التذكير، والإبداع
صلة اللغة بالتفكير : كيف نستخدم حواسنا في عملية التفكير ، كيف نتعرف أسلوب وكيفية تفكير الآخرين . صلة الوظائف الفسيولوجية بالتفكير
كيف يتم تقصي الألفة بين شخصين . ودور الألفة في التأثير في الآخرين
كيف نفهم ( إيمان ) الإنسان وقيمه وانتماءه . ارتباط هذا بقدرات الإنسان وسلوكه . وأسلوب وكيفية تحويل المعتقدات السلبية التي تقيد الإنسان وتقلل من نشاطه
دور اللغة في تحديد أو تقييد خبرات الإنسان ، وكيف يمكن تخطى هذه الحدود ، وتوسيع دائرة الخبرات
كيف يمكن استعمال اللغة في البلوغ إلى الذهن الباطن ( أو اللاشعور ) . وكيف يمكن تحويل المعاني والمفاهيم
دواء الحالات الفردية ، كالخوف ، والوهم ، والكفاح الداخلي . التحكم بالعادات وتغييرها .تنمية المهارات ، وشحذ القابليات ، ورفع الأداء البشري
:سوف يجد الممارس لذا العلم ان للنجاح أركانا ثلاثة هي
تحديد الهدف ( الحصيلة ) *
قوة الملاحظة والانتباه ( جمع البيانات ) *
التحضير للتصحيح ( المرونة ) *
ولكل فرد من تلك الزوايا علل وتفصيل ، وأساليب وطرق ، فإذا أخذت بتلك الزوايا الثلاثة وأتقنت وسائلها وأساليبها ، فيمكنك تقصي أمرين اثنين
التحويل والتأثير
تحويل أفكارك وسلوكك ، أو آراء الآخرين وسلوكهم ، . تحقيق الانسجام الداخلي ، تحقيق الألفة ، تفيير السلوك والعادات ، الدواء لحالات الرهبة والوهم تخفيف الوجع إنماء المهارات التعليم والتدرب ، رفع الأداء الرياضي والفني حل المشكلات الشخصية والعائلية
: أما النفوذ في الآخرين ، ففي ساحات وافرة أبرزها
المقابلات والاجتماعات ، المفاوضة ، البيع والتجارة والاعمال ، الإعلانات والإعلام ، التربية والتعليم ، الصحية ، الاستدعاء والارشاد
إن البرمجة اللغوية العصبية علم يعتمد على المحاولة والاختيار ، ويؤدي إلى نتائج ملموسة محسوسة. البرمجة اللغوية العصبية تنظر الى موضوع النجاح والتفوق على انها عملية يمكن صناعتها ، وليست وليدة الحظ أو الصدفة . ذاك أن احدى نُظم البرمجة اللغوية العصبية تقول : أنه ليس هنالك حظ لكن هو نتيجة , وليست ثمة صدفة لكن ثمة عوامل ومسببات
وفي المقابل اتسعت تطبيقات الهندسة النفسية NLP إلى كل شأن مما يصبح على علاقة بالنشاط البشري كالتربية والتعليم ، والصحة النفسية والجسدية والرياضة والألعاب ، والتجارة والأعمال ، والدعايا والإشعار العلني ، والخبرات المهارية والتمرين ، والفنون والتمثيل ، والجوانب الشخصية والأسرية والعاطفية وغيرها
ففي ميدان التربية والتعليم توفر البرمجة اللغوية العصبية جملة من الأساليب والطرق لارتفاع سرعة التعليم والتذكير ، وإتقان تهجي المفردات للأطفال ، وتشويق التلاميذ للدراسة والمذاكرة ، وتزويد معيار التأدية للمعلمين ، وازدياد فعالية طرق الإظهار ، وإنماء القدرة على الابتكار ، وشحذ القدرة على التفكير ، وتنقيح السلوك ، وترك العادات المؤذية ، وكسب العادات الحميدة
وفي ميدان الصحة النفسية والجسدية تستخدم أساليب البرمجة اللغوية العصبية ووسائلها لمداواة حالات الكآبة ، والتوتر النفسي ، وإزالة الرهبة والوهم ( فوبيا) ، وتخفيف الوجع ، والتحكم في أكل الأكل ، وغلاء الثقة بالنفس ، وحل المشاكل الشخصية ، والعائلية ، والعاطفية،وغير هذا
وفي ميدان التجارة والأعمال ، أخذت المؤسسات الدولية الضخمة مثل آى بي إم IBM وتشسيس مانهاتن Chase Manhattan Bank ، وموتورولا Motorola وباسفيك بيل Pacific Bell وغيرها ، تعتمد أساليب التمرين التي توفرها الهندسة النفسية ، وخاصة بما يختص بالمهارات اللطيفة Soft Skills وهي خبرات مهارية الأداء الإنساني في التصرف مع الاخرين وتحديد الغايات ، وإدارة الاجتماعات ، والمفاوضة ، وإدارة الوقت ، والتخطيط الإستراتيجي ، والإبداع ، وتشجيع المستوظفين ، وغيرها من المبادرات التي ترتبط بإدارة الأعمال والمؤسسات . وقد قامت مؤسسة موتورولا بدراسة وجدت فيها أن كل دولار يستثمر في التمرين في المهارات اللطيفة يرجع على الشركة بحجم ثلاثين دولار . وتقول الدكتورة جيني لابورد ، واحدة من خبيرات التمرين على المهارات اللطيفة ، بأن المردود على الشركات هو أكثر من ثلاثين دولارا مقابلة كل دولار ينفق على التمرين في ذلك الميدان
البرمجة اللغوية العصبية تمدنا بأدوات وخبرات مهارية يمكن لنا بها التعرف على شخصية الإنسان ، وأسلوب وكيفية تفكيره ، وسلوكه ، وأدائه ، وقيمه ، والعوائق التي تقف في سبيل إبداعه ، وأدائه . وايضا تمدنا البرمجة اللغوية العصبية بأدوات وطرائق يمكن بها فاعليات التحويل المرغوب في سلوك الإنسان ، وتفكيره ، وشعوره ، واستطاعته على تحري أهدافه .
أسلوب وكيفية تنفيذ البرمجة اللغوية العصبية ؟
يكمل تأدية البرمجة اللغوية العصبية على جملة من المبادئ أو المقترحات Presuppositions أكثرها أهمية
: (الخارطة ليست هي الواقع The Map Is Not The Territory )مبدأ
وقد وحط ذاك المبدأ العالم البولندي المتميز كورزيبسكي . ويعني به أن الانسان يمكنه تحويل واقعه بواسطة تحول افكاره و تصوره لنفسه و ان صورة العالم في فكر الإنسان هي ليست العالم الحقيقي . فخارطة العالم في أذهاننا تتركب من البيانات التي تبلغ إلى أذهاننا عن طريق الحواس ، واللغة التي نسمعها ونقرأها ، والقيم والمعتقدات التي تستقر في نفوسنا . ويكون في تلك البيانات ، في أحيان كثيرة خطا وصواب ، وحق وباطل ، ومعتقدات تكبلنا ، وتعطل طاقاتنا ، وتحبس قدراتنا . إلا أن تلك الخارطة هي ما تحدد سلوكنا ، وتفكيرنا ، ومشاعرنا ، وإنجازاتنا . مثلما أن تلك الخارطة تختلف من إنسان لآخر ، غير أنها لا تعتبر العالم أي أن كل إنسان لا يدركه سوى إذا حصل تحول في الخارطة التي في ذهنه . إلا أن إذا حصل تبدل في الخارطة ( في ذهن الإنسان ) ، مَهما ذاك يبدل ، فإن العلم يكون قد تبدل . واستنادا إلى ذلك المبدأ فإن بوسع الإنسان أن يحول العالم و واقعه من خلال تحويل الخارطة ، أي تحويل مافي فكره من افكار و اعتقادات و قناعات كد تكون زائفة من المرجح ولا تطابق الحقيقة على أرض الواقع .