برمجة لغوية
برمجة لغوية
نشأة البرمجة اللغوية العصبية وتاريخها
المؤسسان : ينسب ميزة تشكيل ذلك العلم إلى رجلين اثنين هما
جريندر، وهو عالم لغويات من أتباع المدرسة التوليدية التحويلية التي أسسها اللغوي والسياسي الأمريكي المشهور نعوم تشومسكي.
ريتشادر باندلر : وهو رياضيٌّ وخبير في الحاسوبيات ودارس لعلم النفس. وقد كان لهذين دور رئيس في اكتشاف أبرز وأول فكرتين من وجهات نظر الـ NLP. فإلى جريندر يعزى الميزة في اكتشاف وجهة نظر (نمذجة) الخبرات المهارية اللغوية. وإلى باندلر يعزى الميزة في اكتشاف رأي البحث عن الحاسب في أذهان الناس.
:وهاتان الفكرتان
نمذجة الاحترافية اللغوية. 2. الربط بين البرامج الحاسوبية والبرامج العقلية.
هما أبرز وأول اكتشافين في دراية البرمجة العصبية اللغوية.
كيف تم هذان الاكتشافان ؟
كان ميلتون اريكسون (Milton Erickson) من أشهر علماء النفس الأمريكان في زمانـه، وقد كان خبيرا بارعا في التنويم الإيحائى، وقد كان أعجب ما في طالبه أنه يحوز تمكُّن لغوية ضخمة، لقد كان يمكنه بالكلام وحده أن يداوي بكثرة من الأمراض بما في هذا عدد محدود من حالات الشلل وهذا باستعمال تقنيات التنويم بالإيحاء.
وذلك الدواء يتوقف على إحضار العليل السيكولوجي وعموم أشخاص عائلته ومصلحة عصري مع الكل، وعن طريق ذلك الحديث تتمكن ساتير من صيانة النسق الأسري كله وبالتالي يشطب التخلص من الإشكالية النفسية عند العليل ! سمع (جريندر) بـ (ميلتون) و(ساتير)، ولاحظ أن الجامع المشترك بينهما هو أنهما يستخدمان (اللغة) فحسب في تحري نتائج علاجية مذهلة ومتميزة. بدأ جريندر يتساءل عن السر في لغة هذين ؟ وما التفاوت بين كلامهما وكلام الآخرين ؟ وهل ثمت طرائق أو طرق محددة يستخدمانها بوعي (بغرض) أو من دون إدراك في تقصي تلك المنجزات ؟ ثم ـ ولذا أبرز ما في الموضوع ـ هل يمكن اكتشاف تلك الطرق وتفكيكها وبذلك تعليمها للآخرين لتلبية وإنجاز نفس النتيجة ؟
لدى تلك النقطة الأخيرة تعطل (جريندر) طويلا، هل يمكن تفكيك تلك الخبرة اللغوية ونقلها إلى الآخرين ؟ بمعنى أجدد : هل يمكن نقل تفوق ميلتون وساتير اللغوي إلى غيرهما ؟ ” وإذا أمكن ذاك فهل معناه أن كل تفوق في الكوكب من الممكن أن تفكك مركباته وهكذا ينقل إلى أفراد آخرين ؟” سمع (جريندر) بعالمٍ حاسوبيّ بارع لديه مقدرة منقطعة النظير على تقليد الأفراد يطلق عليه (ريتشارد باندلر)والذي كان وقتها دارسا لعلم النفس السلوكي، وقابل الرجلان في جامعة (سانتا كروز) بكاليفورنيا.
في تلك اللحظة كان (باندلر) قد بدأ يحط يده على مبدأ الـ NLP الأضخم، وهو (النمذجة) أو (محاكاة الناجحين) أو (نقل الفوز من فرد إلى أجدد).على يد محاكاة فرتز بيرلز (ذو نظرية الدواء الكلي).
وهنالك اتفقا إلى أن يقوما بتفكيك خبرة ميلتون وفرجينيا.. وفي الخاتمة استخرج الرجلان ثلاثة عشر أسلوبا لغويا لميلتون، وسبعة طرق لساتـير، وعند تأدية تلك الطرق من قبلهما وجدا نتائج مذهلة !! لقد استطاعا إذن أن يقوما بفعل جليل.. أن يفككا الخبرة وينقلاها إلى الآخرين. ولذا ما سمي في حين في أعقاب بـ (النمذجة). ” لقد وقف على قدميه هذان العبقريان بأكثر من بحت تزويدنا بسلسلة من الفئات المؤثرة الصلبة لتلبية وإنجاز التحويل. والأبرز من هذا أنهما زودانا بنظرة منتظمة لكيفية تقليد أي مظهر من أنواع التوفيق البشري في وقت قصير للغاية “. هكذا تم اكتشاف رأي (النمذجة) فلننظر هذه اللحظة كيف اكتشف (باندلر) رأي البرمجة العقلية.
عقب وحط المبدأ الأضخم بدأ باندلر يتساءل : إذا كانت برامج الحاسب الآلي هي ما تحركه وتسوقه فما الذي يحرك الذهن ويقوم بقيادته ؟ وإذا كانت لغات البرمجة الحاسوبية هي الكيفية التي نتعامل بها مع كلمات المنطق الحاسوبي (الفرد والصفر) فما هي اللغة التي نتعامل بها مع كلمات المنطق العقلي (السيالات العصبية) ؟ باختصار : هل من الممكن أن نقول : أن ثمة برامج عقلية تسيطر على سير الذهن مثلما أن هنالك برامج حاسوبية تسيطر على سير الكمبيوتر ؟ لم يكن باندلر أول من طرح ذاك الاستفسار، لكنه كان أحسن من أجاب فوق منه.
رأى باندلر أن مسلك علم السيكولوجي في التداول مع منطق تلك السيالات العصبية مسلك بسيط النتائج، بطيء الثمار، فأراد أن يثب قفزا إلى النتائج… طوال نمذجة ميلتون وفرجينيا كان باندلر لا يستكفي بملاحظة الطرق اللغوية إلا أن كان يسأل المنمْذَج : بماذا تحس ؟ وبماذا تفكر ؟ ماذا تشاهد وماذا تسمع ؟ أي أنه يتتبع فاعليات ما خلف التصرف ،وبواسطة تلك الاستفسارات وجد باندلر أن لجميع تصرف برنامجا عقليا ذا خطوات، ومتى تتابعت الخطوات بنفس الأسلوب والكيفية كانت النتيجة ذاتها، ومتى اختل مركز الخطوات تغيرت النتائج.
:ولنشرح تلك الفكرة
:حالَما أود أن أشرب قهوة فإن ذلك يكمل عن طريق برنامج من الممكن أن تكون خطواته كالتالي
شعور بالعطش أو صوب الأمر الذي أود معالجته بشيء حار.
تخيل صورة كأس في الذهن على جمعية محددة.
شعور بملمس الكأس وحرارته.
الدخول في عملية البحث عن الكأس المتخيّل.
. إذا بلغت إلى نتيجة مطابقة لصورتي المتخيَّلة (التنصيب المقارن) فسوف ينتهي البرنامج، أما
إذا بلغت إلى نتيجة متنوعة فسوف أستمر في البحث حتى منبع إلى ما أود أو أضطر إلى تحويل تركيبي المقارن حتى يتوافق مع ما هو متواجد. وبذلك ينتهي البرنـامج
الحقيقة أن كل أفعالنا وممارساتنا في الحياة تصدر عن برامج عقلية متكاملة. ولو أنه البرنامج ناجحا فسيكون الجهد ناجحا، ولو أنه فاشلا فسيكون الشغل فاشلا.
تلك النظرية التي اختتم إليها باندلر يمكن ـ نظريا ـ أن تنبني أعلاها آثار عارمة:
. يمكن لك أن تعدل في برامجك العقلية.
. تَستطيع أن تحذف من برامجك العقليـة.
. يمكن لك أن تستعير برنامجا عقليا من غيرك(النمذجة) أو (المحاكاة).
. عدد محدود من الأدمغة قد لا تتقبل عدد محدود من البرامج. (الفروق الفردية)
وبهذا نجد أن (باندلر) قد أكمل شيئا جديدا هو البرامج العقلية.
إلى هنا لم يكن الرجلان قد وضعا (علما) بالمعنى الواضح لمصطلح العلم إلا أن كانت فحسب قليل من الملاحظات، غير أن مافعلاه كان هو الإبداع الحقيقي في الـ NLP. وبحافز أن يعطيا اكتشافهما صبغة علمية حاولا إضافة عدد محدود من الإضافات، فتشكلت النواة الأولى للـ NLP من:
. (إطار فكري متمثل في قليل من الافكار ووجهات نظر الفلسفية للفيلسوف ذو المواصفات المتميزة كورزبسكي (افتراضات
. خبرات مهارية ميلتون وفرجينيا.
. خبرة مهارية النمذجة التي اكتسباها على يد تجربتهما مع ميلتون وفرجينيا.
. البرامج العقلية.
ولعلك أدركت حالا سر صعوبة توضيح مفهوم الـ NLP ! إن ذاك العلم ململم، وهكذا كان من المتعب العثور على توضيح مفهوم دقيق منضبط له. ولكن سحر ذلك العلم هو في تمكنه على تغيير تلك (اللملمة) إلى تقنيات فاعلة مؤثـرة.
ما حتى الآن الإنشاء
حتى الآن سبع أعوام من إنشاء تلك النظرية من خلال جريندر وباندلر حدث تنافس غير حميد بينهما فيمن يسجل تلك النظرية باسمه كعلامة تجارية محتكرة، ذلك التنافس أورث انشقاقا فافترقا وأصبح كل منهما يدري بطريقته، وقد أدى ذاك إلى انتشار البيانات التي كانا يريدان الاحتفاظ بها تحت الطاولة وتقديمها لمن يدفع أكثر !
كان ذلك التنافس فاتحة خير على العالم، ولقد أمسى كل فرقة رياضية يدعم يستقطب إليه أنصارا ومعجبين، فصار يمنح عروضا أكثر، ويكشف أسرارا أكثر، فانتشر العلم وتداوله الناس وشاع في أوساطهم. إلا أن التنافس أدى كذلك إلى آثار غير حميدة، ففي طريق الربح الفوري، بدأ القلائل يوفر مغريات لا أخلاقية، وظهرت إعلانات من صوب : كيف تغوي الجنس الآخر ؟ كيف تجري العمليات التجارية مع من لا يرغب ؟… الخ. الأمر الذي أسفر عن ترقية الكثيرين لقضايا في مواجهة مدربي الـ NLP بوازع أنهم تسببوا في الإضرار بهم ماديا أو معنويا. وذلك كله أورث ذاك العلم سمعة سيئة، الأمر الذي حدا ببعض المشتغلين به إلى ابتداع أسماء أخرى فرارا من تلك الصورة القاتمة. في أعقاب مدة تبنى ذلك العلمَ عدد محدود من المتعلمين المهتمين، فظهرت جهات معتبرة تتيح ذلك العلم بمعايير جيدة، وتوجهات عامة حميدة، وأخلاقيات عالية.